بسم الله الرحمن الرحيم
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
نص الحديث :
عن أنس قال : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال : فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا : يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال : «لأنه حديث عهد بربه» .
تخريج الحديث :
رواه الإمام مسلم [1494 ] و البخاري في الأدب المفرد [ 571 ] و الإمام أحمد في المسند [11917 ] و رواه ابو داود في سننه [4436 ] وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبو داود [5100 ] و في المشكاة [1501 ] وفي ظلال الجنة [622 ] و في الإرواء [678 ]
المعنى الإجمالي للحديث :
قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم :
( معنى ( حسر ) كشف أي كشف بعض بدنه ، ومعنى «حديث عهد بربه» أي بتكوين ربه إياه ، معناه أن المطر رحمة ، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها ، واستدلوا بهذا ) ا.هـ
و قال صاحب عون المعبود :
(أي بإيجاد ربه إياه يعني أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها ، وهو دليل على استحباب ذلك ) ا.هـ
ما حوى هذا الحديث من فوائد :
1)سُنية كشف البدن عند أول نزل المطر و التبرك بأول الماء النازل :
بوب الإمام البخاري في صحيحه باباً أسماه [باب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته ] فعلق الحافظ على عنونة البخاري لهذا الباب بقوله :
( قوله : ( باب من تمطر )
بتشديد الطاء أي تعرض لوقوع المطر ، وتفعل يأتي لمعان أليقها هنا أنه بمعنى مواصلة العمل في مهلة نحو تفكر ، ولعله أشار إلى ما أخرجه مسلم من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال حسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر وقال : «لأنه حديث عهد بربه» قال العلماء : معناه قريب العهد بتكوين ربه ، وكأن المصنف أراد أن يبين أن تحادر المطر على لحيته صلى الله عليه وسلم لم يكن اتفاقا وإنما كان قصدا فلذلك ترجم بقوله من تمطر أي قصد نزول المطر عليه ، لأنه لو لم يكن باختياره لنزل عن المنبر أول ما وكف السقف ، لكنه تمادى في خطبته حتى كثر نزوله بحيث تحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم .)