قمر على مشارف الافق
هناك على مشارف الافق قمر
اناجيه كل مساء حتى السحر
يعانق النهر الحزين
وعلى ضفاف دجلة اقف
ويطير نورس وحيد
احمله اشواقي في هذا البعد والعناء
واقول له بلغ سلامي لحبي البعيد
وقل له:-
يا قمري
اسطورية انتِ بكل التفاصيل
حورية تحمل الحروف قناديل
تنير ظلماء المكان
جاءت من زمان غير هذا الزمان
لتلقي لنا لؤلؤاً حيثما تمشي وتسير
يلتقطها الأخر ليكون بها امير
في أمارة الخواطر
ويطير في جامح الخيال باحلى المشاعر
ويطير..
قل لها:-
يابراقة في ليلة داكنة
شكرا لكِ يا مهيجت الحروف من كوامنها
تلك التي لكِ اجمل معانيها بظواهرها وبواطنها
حيث نبضة على مشارف القلب تناديكِ
و حرف على ضفة الشفاه قد رسا
يقول لكِ تعالي يامن روحي تناجيكِ
ارفعيني من حزني ومن هذا الأسى
قل لها:-
كتبت لك الاف القصائد وشتى الجمل
كتبت احبك مرة في عجل
كتبت اكرهك اخرى بلا امل
كتبت حتى القبل
وكلها لا تعني غير شيء واحد اني احبك بجنون حد الهبل
فهل تعرفين مقدار جنوني ؟
اما يكفي زعل ..؟
اواه يا نورس بلغها تساؤلاتي ..
وعظيم الحزن في مساءاتي
قل لها:-
من لي بليلي الطويل غيركِ انيس ..؟
من لي بهذا الدرب غيركِ رفيق وجليس ..؟
اتقبلين شاعرا غدى صعلوك هذا الزمان ..؟
مشردا في اطراف بغداد بارجاء المكان
يستجدي من دجلة ماءً بكل عنفوان
والغريب ان دجلة لا يبخل وهاقد بخل !!
وكأنه في منتهى الزعل
تبكي على ضفتيه الجروف
والحزن خيم على محياه يطوف
مثل حزني ..؟ .. أجل
وقت الغروب .. والنسيم في هبوب
وعلى مشارف الافق قمر
مازال بعيدا
يلوح ضياؤه مكسرا على الأمواج
كتكسر خواطري وما من علاج
لهذا الجرح الغافي في اعماق النفس
قل لها يا نورس لياليّ بدونها موحشة
تحياتي
القمر المضيئ
مع الحب والأحترام